تحسين تغطية التلفزيون الإذاعي عبر الأقمار الصناعية

أعلن وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان السيد محمد يحيى ولد حرمة اليوم الأربعاء 29 مايو 2013 في نواكشوط أنه ابتداء من 31 من الشهر الجاري سيتم إنهاء عزلة العديد من المستعمرات الموريتانية الواقعة في مناطق بعيدة بشكل نهائي.

ويأتي ذلك، حسب الوزير، بفضل استقبال برامج أولى القنوات الإذاعية والتلفزيونية الموريتانية ولأول مرة برامج إذاعة القرآن الكريم بجودة صورة ممتازة باستخدام أطباق لا يتجاوز قطرها مترا وأربعين سنتيمترا.

“إن هذه التغطية المتزايدة هي نتيجة لعقد شراء منصة بث على نطاق Ku تم توقيعه مع المشغل عربسات، وهي مبادرة تسمح الآن للبث التلفزيوني الموريتاني بالبث المباشر عبر الأقمار الصناعية، من منشآته في نواكشوط، لبرامج 14 قناة تلفزيونية و15 محطة إذاعية”، يؤكد السيد محمد يحيى ولد حرمة.

أكد الوزير أنه مع توقيع هذا الملحق، فإن بث برامج القنوات الأولى للإذاعة والتلفزيون الموريتانية وإذاعة القرآن الكريم سيتم من الآن فصاعدًا عبر باقة تعمل على النطاق C تغطي كامل القارة الإفريقية وجزءًا من أوروبا وآسيا، وصولًا إلى السويد، أوكرانيا، جورجيا، أرمينيا، تركيا، باكستان، أفغانستان، جزء كبير من الهند وجزء من الصين، وغيرها.

وأضاف: “هذه الجاليات المهمة، نظرًا لثقلها الديموغرافي ومساهمتها في الاقتصاد الوطني، تُربط بذلك بوطنها الأم، وبقيمها الثقافية وتراثها الحضاري”، مشيرًا إلى أن “سكان الدول الصديقة المعنية بهذا التوسيع سيكون لهم أيضًا إمكانية الوصول إلى برامجنا التي تنقل ثقافتنا المتنوعة والغنية”.

وأشار كذلك إلى أن توسيع التغطية الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب تسجيل السكان داخل البلاد وخارجها، يُجسّد الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، للجالية الموريتانية في الخارج، والتي عانت لعقود طويلة من صعوبات جسيمة في الحصول على وثائق الحالة المدنية ومتابعة الأخبار والبرامج التي تبثها القنوات الوطنية.

وأكد وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان، من جهة أخرى، أن الحكومة الموريتانية عازمة على المضي قدمًا في سياسة إعادة هيكلة وتحديث قطاع السمعي البصري، والارتقاء بالبلاد إلى مصاف الدول التي تستفيد من الثورة التكنولوجية.

وتحدث الوزير عن الإنجازات المحققة في مجال الإعلام والاتصال، مذكرًا بأن الحكومة اتخذت عددًا من الإجراءات، منها إصدار القانون رقم 2010-045 بتاريخ 26 يوليو 2010، الذي كرس تحرير السمعي البصري، وإلغاء العقوبات الجنائية في قضايا الصحافة، وتنظيم الصحافة الإلكترونية، وإنشاء صندوق دعم عمومي للصحافة الخاصة، وإنشاء ثلاث شركات خدمة عمومية (إذاعة موريتانيا ش.م، تلفزيون موريتانيا ش.م، وتيليديفزيون موريتانيا ش.م)، ومنح عشر رخص بث لخمس قنوات تلفزيونية وخمس إذاعات خاصة.

وذكّر السيد محمد يحيى ولد حرمة أيضًا بأن محطة أرضية على النطاق C تم تشغيلها في عام 2002 كانت تؤمن البث نحو شبكة التوزيع الأرضي داخل البلاد، وتتيح استقبال وإعادة بث برامج الإذاعة والتلفزيون ضمن باقة على القمر الصناعي بدر 4 من الأردن.

وأضاف أن “هذه الخدمة كانت الوسيلة الوحيدة التي تمكن مواطنينا في إفريقيا وبقية العالم، الذين لا تصلهم باقة بدر 4، من متابعة برامج الإذاعة والتلفزيون الموريتانية، لكن خارج الباقة وبواسطة تجهيزات باهظة (هوائي يزيد عن 3 أمتار)”.

وتابع قائلاً: “ابتداءً من فبراير 2012، تم توقيع عقد لاقتناء منصة بث على النطاق Ku مع المشغل عربسات، وهي مبادرة تتيح اليوم لتلذيع موريتانيا إمكانية البث المباشر عبر الأقمار الصناعية انطلاقًا من منشآتها في نواكشوط، لبرامج 14 قناة تلفزيونية و15 محطة إذاعية”، على حد قول الوزير.

وبموجب تشغيل المنصة الجديدة، فإن معطيات استقبال برامج القنوات الأولى للإذاعة والتلفزيون الموريتاني وإذاعة القرآن الكريم على باقة النطاق C على القمر الصناعي عربسات (20 درجة شرقًا) هي: التردد 3884 ميغاهيرتز، معدل الترميز 27500، معامل تصحيح الخطأ 3/4، واستقطاب عمودي.

كما تجدر الإشارة إلى أن المدير العام لتلذيع موريتانيا (TDM)، السيد محمد ديه ولد سيداتي، قدم بهذه المناسبة عرضًا حول مختلف المراحل التي قطعتها خدمات البث الإذاعي والتلفزيوني في موريتانيا، مشيرًا إلى إمكانية انتقال الباقة الموريتانية إلى القمر الصناعي بدر 4 في أفق عام 2014.

وقد جرى المؤتمر الصحفي الخاص بتحسين تغطية البث الإذاعي والتلفزيوني عبر الأقمار الصناعية بحضور وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، السيد أحمد ولد النيني، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلف باتحاد المغرب العربي، السيد حامد ولد حموني، والأمين العام لوزارة الاتصال والعلاقات مع البرلمان، وعدد من المسؤولين المركزيين في نفس القطاع، بالإضافة إلى مديري المؤسسات العمومية التابعة لوزارة الاتصال والعلاقات مع البرلمان.